الدنمارك تسعى لحضور القمة الإسلامية للدفاع عن نفسها

كراتشي مؤخراً
كوبنهاجن، جنيف: عصام واحدي، الوطن
تسعى الحكومة الدنماركية إلى الحصول على دعوة لحضور القمة الإسلامية المقررة في السنغال في 13 الجاري، بصفة مراقب.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية إن الهدف من الحضور هو الدفاع عن نفسها أمام الدول الإسلامية والظهور بمظهر الدولة التي تحترم الأديان والمعتقدات، وفي نفس الوقت تحترم حرية الرأي والفكر في ظل القانون.
وكانت مسألة إعادة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والأصوات المنادية بالعنصرية ضد المسلمين في الدنمارك قد دفعت بوزير الخارجية بيير مولير إلى الإفصاح عن موقف بلاده من الرسوم الكاريكاتورية خلال الاجتماع السابع للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان الذي انعقد في جنيف، حيث أكد إدانته لأي عمل يسعى لتشويه سمعة الناس بناء على دينهم أو عرقهم، كما أكد الاحترام للإسلام باعتباره أحد الأديان الرئيسية في العالم.
تتجه أنظار وزارة الخارجية الدنماركية ومستشاريها إلى مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي المقرر في السنغال يومي 13 و14 الجاري حول أزمة الرسوم المسيئة للرسول في الدنمارك وفيلم عضو البرلمان الهولندي جريت فيلدرز الذي ينتقد فيه القرآن الكريم.
وتتوقع وزارة الخارجية جلسات حامية رغم وجود عدد من الدول الإسلامية المعتدلة إلا أن تأثير دول الخليج العربي على أعضاء المؤتمر سوف يؤثر بشكل أو بآخر على ما سيخرج به من قرارات قد تؤدي إلى مقاطعة سياسية على مستوى الحكومات بعد أن بدأت تحركات شعبية كبيرة بمقاطعة الدنمارك.
وأعرب ناطق رسمي باسم الخارجية الدنماركية عن تمني حكومته تلقي دعوة كضيف شرف في المؤتمر، للدفاع عن نفسها أمام الدول الإسلامية كدولة تحترم الأديان والمعتقدات وفي نفس الوقت تحترم حرية الفكر والرأي تحت ظل القانون.
وكان وزير الخارجية الدنماركي بيير ستيج مولير قد ألقى كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في الخامس من مارس الحالي، أكد فيها أن الكثير من المسلمين شعروا بأنه قد تمت إهانة دينهم بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول، مشيرا إلى إدانة حكومته لأي عمل "يسعى إلى تشويه سمعة الناس بناء على دينهم أو خلفيتهم العرقية"، مؤكدا الاحترام للإسلام "كونه أحد الأديان الرئيسية في العالم" إضافة إلى احترام بلاده لرموز هذه الأديان ولجميع العقائد والجاليات الدينية.
وأشار إلى أن الحكومة الدنماركية تنظر بجدية إلى القلق الذي عبر عنه العديد من المسلمين عبر المظاهرات التي جرت في عدة دول، لافتا إلى أن هؤلاء" الذين شعروا بالإهانة مارسوا حقوقهم الديموقراطية للتعبير عن غضبهم بوسائل سلمية في غالبية الحالات" مؤكدا دعم الحكومة الدنماركية لمبادرات الحوار على جميع المستويات بين الحكومات وكذلك المجتمع المدني.
إلى ذلك، تزايدت الانتقادات الحكومية لزعيم حزب الشعب الاشتراكي فيللي سفندال لسعيه إلى إشعال فتنة في الدنمارك من خلال تحركه المفاجئ ضد المسلمين وأن تصريحاته لا تخدم سياسة الحكومة في عملية دمج المسلمين في المجتمع بل تزيدهم بعداً وكرهاً للقيم الدنماركية.
وكان وزيران من الحكومة قد دعوا سفندال للاجتماع معهما ووضع استراتيجية مشتركة لا تضر بالدنمارك ولا بالمسلمين المواطنين ولكنه رفض العرض.
وقد انقسمت الدنمارك بعد تصريحات سفندال إلى قسمين متنافسين فالحكومة لا تريد إشعال أزمة جديدة مع العالم الإسلامي وترغب بحل يرضي الطرفين، بينما ترغب أحزاب وأطراف أخرى في إشعالها لرغبة منها في إسقاط الحكومة.
من جهة أخرى، صرح رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت ويستغورد عن دعمه لعضو البرلمان الهولندي جريت فيلدرز في عرض فيلمه عن القرآن ودعاه إلى عدم خشية المسلمين بعد أن صرحت جهات سياسية عن تدخلها لمنع عرض الفيلم. وقال "لو أن الفيلم كان دنماركياً لعرض دون تدخل من أحد في حرية الرأي والفكر.
ودعت محافظة كوبنهاجن إلى جعل العاصمة مركزاً لكل الكتاب والفنانين والرسامين الذين يخافون أن يعرضوا أعمالاً ضد ما يسمى انتقاد العقائد والأديان وأن تكون مركزاً حراً في كل العالم دون الخوف من التهديدات الإسلامية وغيرها.
ودعا وزير الثقافة بريان مايكلسن إلى سن قانون جديد يسمح للعاصمة باستضافة فنانين من جميع أنحاء العالم لمدة طويلة لعرض فنهم وأفكارهم بحرية تامة في الدنمارك.
وكانت هناك انتقادات لمحافظ العاصمة والوزير وتخوف من جعل كوبنهاجن عاصمة الكراهية والحقد على الإسلام.